من أخطائك سيدتي يتعلم طفلك . . .

 من أخطائك سيدتي يتعلم طفلك . . .

عادة ما نقول من الأخطاء يتعلم الإنسان، وهي مقولة لها نصيبها من الصحة ، و لكن بالمقابل نجد أن فهم هاته المقولة يرتبط بالشخص نفسه فقط ، فنجد الناس يفسرون معناها بأنه الشخص الذي يخطئ هو نفسه من يتعلم ، لكن هذا ليس صحيحا فمن خطأ شخص آخر من الممكن أن أتعلم ، لكن ماذا إن كانت المخطئة أمّاً و من يرى خطأها هو طفلها الصغير ؟ ! في حالة كهذه فالأمهات عموما تملن إلى إخفاء أخطائهن حتى تتستر على لحظات الضعف التي تمر بها معتقدات بهذا أن الأمر يكسبهن مزيدا من الثقة و القوة خاصة أمام أطفالهن . لكن حقيقة الأمر سيدتي أن أخطاء الأم مهمة جدا بالنسبة للطفل –وفي هذا السياق ليست هذه دعوة منا لافتعال الأخطاء- ، فمن أخطاء الأم قد يتعلم الطفل أمور كثيرة تنفعه في باقي مسيرته في هذه الحياة ، نذكر على سبيل المثال :

من أخطائك سيدتي يتعلم طفلك . . .


الأخطاء التي ترتكبها الأم

إن الأخطاء التي ترتكبها الأم قد تكون سببا في تعلم الطفل و إدراكه لكون المرور بلحظات ضعف تترجم بارتكاب بعض الهفوات والأخطاء أمرا طبيعيا و لا يشكل أي عيب ، فعدم التستر عن عيوبك سيدتي يساعد الطفل في إدراكه للأمر، حيث أن رؤيته لأخطائك سيساعده على اكتساب مزيد من الثقة و القوة لمواجهة أخطائ قد يقع فيها حين يكبر ، لكن احرصي على أن تركزي على أهمية تلقينه بأن الخطأ ليس عيبا لكن العيب الحقيقي هو عدم السعي وراء تصحيحه، وذلك مصداقا للحديث النبوي الشريف : "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون". من جهة أخرى، فإن هذا الأمر يشكل قاعدة لعلاقاته الاجتماعية المستقبلية والتي غالبا ما ستتسم بالاتزان والمتانة .

وقوع الأم في خطأ

وقوع الأم في خطأ ما أمام طفلها وسعيها لحله أمامه هو درس حياتي للطفل عنوانه : لا أحد مثالي ، فمهما حاول المرء أن يكون مثالي فذلك من سابع المستحيلات لأن المثالية تعني الكمال و الكمال لله وحده . لكن ما نلاحظه الآن أن محاولة إخفاء الأمهات والآباء لأخطائهم عن أبنائهم يرافقه سعي حثيث لأن يكون هؤلاء الأبناء مثاليين مما يخلق لديهم نوعا من الضغط، لدا يستحسن سيدتي الأم وسيدي الأب أن تحرصوا على استفادتكم أنتم وأبناءكم من الأخطاء بدل السعي وراء المثالية التامة، لانها غاية لا تدرك.

أخطاء الأباء عموما


أخطاء الأباء عموما

أخطاء الأباء عموما ورؤيته لكيفية عملهم وبذلهم للجهد سعيا وراء حلها، هي أمور تعلم الطفل أيضا بأن الحياة هي تعلم مستمر وتقدم مستمر أيضا، وأن الحياة لا يجب أن تتوقف عند عقبة ما (مشكلة ناتجة عن خطأ) بل إنها تستمر ولكل مشكل حل.

أخطائك تربي طفلك

واعلمي سيدتي بأن أخطائك تربي طفلك على الاعتراف بأخطائه وعدم سعيه بدوره إلى إخفائها، أي أن إظهارك لأخطائك أمامه وحلها أيضا أمران يخلقان بيئة آمنة ومستقرة تعلمه أن يعترف بأخطائه بكل ثقة، وهو اعتراف يبني شخصية قوية. في عصرنا، نلاحظ بأن الكثير من الأطفال يواجهون صعوبة في الاعتراف بالخطأ وإن كان لآبائهم، بل الأدهى والأمرّ بأنهم قد يلجؤون للكذب مداراةً للخطأ، وهو ما لا نحبذه، لذا وحتى يأتيك طفلك معترفا بأخطائه بسهولة شاعراً بالأمان فعليك أن تعترف بأخطائك أمامه بدورك.


Post a Comment

أحدث أقدم